top of page

انشاء علامة تجارية في المانيا

إنشاء علامة تجارية قوية هو الخطوة الأولى لنجاح أي مشروع، فهي أفضل وسيلة لبناء علاقة عاطفية مع العملاء والتي تترجم إلى إخلاص على المدى الطويل.

فقط نظرة بسيطة حول المنتجات المتوفرة في محيطك من الملابس إلى السيارات ستأكد لك هذه الأمر، فأغلب الشركات المهيمنة في السوق حافظت على علامتها التجارية لعشرات السنين رغم تغير الملاك والمساهمين. إذا كنت تفكر في تطوير علامة تجارية من الصفر ووجعلها ذات صدى لدى العملاء، فمن المهم التعرف على عناصر براندينج وفهمها بدقة.


1. التفكير خارج الصندوق وعلى المدى الطويل :

الناس تنفر من المشاريع النمطية، لذلك يجب التفكير جديا في بناء فكرة براند حصرية وغير مألوفة. هذا الأمر يتطلب الابتعاد عن التقليد أو محاكاة المنافسين، لكن هذا لا يعني عدم الاستفادة من تجاربهم السابقة أو التعامل معهم كمصدر للإلهام.

التفكير خارج الصندوق سيقودك بالضرورة إلى بناء براند ذات صدى كبير و مرنة بالشكل الكافي للتعامل مع متغيرات السوق، وهي العوامل الحاسمة لتجاوز عقبات التسويق.

أغلب المبتدئين يحصر اسم وتصميم براند في مجال ضيق فقط، وهو ما لا يساعد على توسيع مجال الأعمال مستقبلا. مثلا من الخطأ تصميم علامة تجارية خاصة بالملابس مع لوجو يحتوي على إشارة للملابس، فهذا سيمنعك من توسيع قائمة المنتجات نحو المجالات القريبة مثل الأثاث والاكسسوارات المنزلية.

هذا الأمر يظهر بجلاء في تجربة براندات مشهورة مثل Zara و LC Waikiki، والتي نجحت في توسيع نطاق الأعمال من الملابس صوب الاكسسوارات المنزلية.

2. تحديد الجمهور المستهدف  :

الخبير بريادة الأعمال يعلم جيدا أنه لا يستطيع بناء براند مناسبة لكل الجمهور، بل يجب استهداف فئة معينة ذات قواسم مشتركة أهمها المكانة الإجتماعية، مستوى الدخل وأسلوب العيش.

العلامة التجارية الناجحة هي التي تمتلك هوية فريدة ومميزة عن المنافسين، مما يعطي العملاء شعورا بالإنتماء إلى كيان أكبر من مجرد مقدم خدمات أو متجر سلع. أفضل نموذج يوضح أهمية سياسة تحديد العملاء هو شركة رولكس لإنتاج الساعات الفاخرة، فمنذ تأسيسها سنة 1905 إلى حدود اليوم ظلت منتجاتها موجهة حصريا لطبقة الأغنياء رغم قدرة الشركة على توسيع مبيعتها وحجم الأرباح باستهداف الطبقة المتوسطة. العميل لا ينفق بسخاء على ساعات روليكس يالضرورة لأنها عالية الجودة بل الأمر أشبه بشراء بطاقة عبور طبقي، والتي تتيح للعميل التمتع بمعاملة أفضل خصوصا في لقاءات العمل والفعاليات العامة.

3. دراسة السوق :

أول عائق سيواجهك هو التوصل لفكرة مشروع ناجح والحصول على عملاء في أسرع وقت، وهو ما لا يتحقق دون الإستثمار الجيد في دراسة السوق. قبل القيام بأي خطوة استثمارية يفضل دراسة السوق بعناية، وهذا يتطلب جمع بيانات دقيقة عن الجمهور المستهدف مع التحقق من نقاط القوة والضعف للمنافسين. هذه البيانات ستساعدك على فهم اهتمامات الجمهور ونوع الخطاب التسويقي الذي يتفاعل معه، أيضا ستمنح لك الأولوية في القدرة على الوصول لحلول جديدة ينتظرها الجمهور. يمكنك القيام بدراسة السوق عمليا عن طريق عدة خطوات أهمها:

  • تصفح المواقع وصفحات سوشيال ميديا التي تتقاسم معها نفس الإهتمام.

  • استعمال محركات البحث لانتقاء العلامات التجارية التي تتصدر النتائج والتحري عن أساليبها التسويقية.

  • عمل استبيانات للتحري عن طبيعة المنتجات التي يرغب بها الجمهور المستهدف.

  • الإستعانة بمكاتب الدراسات المتخصصة للقيام بالأمر في حالة بناء علامة تجارية لمشروع ضخم.

4. بناء هوية فريدة :

هوية العلامة التجارية لا ترتبط بالشعار الرسمي أو جودة المنتجات، بل الأمر يتعلق بإيصال قصة براند للجمهور بشكل فعال. بناء هوية فريدة يتحقق عن طريق الحرص على إعطاء براند طابع شخصي وفريد عن المنافسين، وهو ما ارتباط وتعلق الجمهور بها. أيضا التمتع بهوية مميزة يحفز أداء العلامة التجارية وقت الأزمات، لأنه من من العوامل المهمة لضمان ولاء العملاء على المدى الطويل.

العملاء عندما تترسخ لديهم قناعة على أن براند خيار موثوق وآمن، يكونون أكثر استعدادا لتقبل عيوب بعض المنتجات أو شرائها بثمن أعلى مقابل الجودة. شركة أبل علامة تجارية ذات هوية فريدة وقوية، فلقد نجحت في التحول إلى خيار راسخ في أذهان العملاء مهما كانت المنافسة محتدمة. مثلا الشركة تستمر في رفع ثمن منتجات الآيفون باستمرار رغم قلة التحديثات دون أن تواجه أي تراجع في المبيعات أو تذمر للعملاء. ببساطة أنت تمتلك آيفون بين يديك لذلك لا داعي للتذمر، فلا يوجد ما هو أفضل في سوق الهواتف وهذه الصورة نجحت أبل في تكريسها منذ سنين.

5. الارتباط بقصة :

الترويج للعلامة التجارية في قالب قصة جد مهم، فهو يساهم في تعزيز جسور الثقة والمصداقية لدى العملاء. أيضا يرسخ هوية العلامة التجارية بشكل أقوى، لأن القصة تنتشر أخبارها أكثر من جودة المنتجات. القصة يجب أن تكون بسيطة، عفوية وذات لمسة شخصية للمؤسس، كما يجب أن تجيب عن الأسئلة التالية:

  • ما هو الدافع وراء إطلاق العلامة التجارية؟

  • ما هي الحوافز التي تدفعك للتطور؟

  • كيف ساهمت العلامة التجارية بإيجابية في المجتمع؟

  • هل العملاء أولوية في مخططات الشركة؟

امتلاك قصة يساعد براند على التقاط الأضواء وتجنب الأعباء الإعلانية مقارنة بالمنافسين، فالناس أكثر تعاطفا مع الشركات التي مرت بمسيرة مميزة قبل تحقيق النجاح. كل الشركات الناجحة تركز في الفيديوهات الترويجية والحملات الإعلانية على مشاركة قصتها، وذلك باستعراض مسار المؤسس أو قصة نجاح أول فرع للشركة.

6. تصميم لوجو احترافي :

لوجو هو الواجهة الرسمية للعلامة التجارية لأنه سيظهر في جميع الحملات التسويقية والواجهات الرسمية، لذا يجب الإستثمار في تصميم لوجو احترافي بكل ما تحمله الكلمة من معنى. أولا يجب التركيز على البساطة لأنها تؤمن السرعة في تمييز الشركة وسهولة تذكرها لدى العملاء، لذلك الشركات الرائدة في السوق تعتمد البساطة والوضوح في تصاميمها. ثانيا ضرورة تناسق الألوان بما يخدم أهداف الشركة، تطلعات الجمهور المستهدف والدلالة النفسية لكل لون على حدة. يجب التحري التحري بجدية عن الأمر أو توظيف فري لانسر متخصص في التصميم لإنجاز المهمة.

7. اعتماد شعار بسيط وجذاب :

هل فكرت في مهمة علامتك التجارية ورؤيتها للعالم؟ الآن الدور كي تترجمها إلى شعار بسيط، جذاب وسهل التذكر. الشعار المستخدم يجب أن يتوافق مع أهداف الشركة وتوجهات الجمهور، كما يجب ألا يثير أي حساسية دينية، عرقية أو سياسية لتسجيله قانونيا بدون مشاكل. أيضا تذكر أن الهدف النهائي هو تحقيق مبيعات جيدة ومضاعفة المداخيل للحفاظ على استمرارية نجاح الشركة، لذلك يجب تجنب هذه الحساسيات التي لن تسبب سوى تقلص قائمة العملاء المحتملين. مثلا شركة نايكي للملابس الرياضية اشتهرت بشعارها ” Just Do it ” النظيف، والمليئ برسالات التحفيز مما يجعله يتناسب مع عشاق الرياضة. نايكي تقدم نفسها في سوق الملابس الجاهزة على أنها خير صديق وسند للرياضيين حول العالم، وهو الأمر الذي مكنها من تصدر قائمة الأكثر مبيعا لسنين متتالية.

8. التسجيل القانوني :

صحيح قد تمتلك أفكار مشاريع رائعة لكن عدم المبادرة بتسجيلها أو بناء كيانات قانونية تمثلها، سيجعلها عرضة للسطو من المنافسين والمتربصين. قبل التسجيل يجب اختيار اسم تجاري وشعار حصري يستخدم لأول مرة، والوسيلة الوحيدة للتأكد ذلك هي استشارة الهيئات المنظمة.

9. الاستثمار في التسويق :

امتلاك مشروع براند طموح لابد أن يترافق مع الاستثمار في التسويق، والذي يضمن الوصول إلى أكبر عدد من العملاء في أسرع وقت. الخطوة الأولى هي إنشاء متجر إلكتروني خاص بالعلامة التجارية, وضبط إعداداته بالطريقة السليمة قبل البدء باستقبال الزوار.

الآن وقد تم ضبط إعدادات المتجر، لا بد من الانتقال إلى مرحلة زيادة الوعي بالعلامة التجارية وتعزيز جاذبيتها (Brand Awareness). إليك أبرز الطرق الفعالة لتسويق العلامة التجارية:

  • إطلاق حملات إعلانية على سوشيال ميديا.

  • مكافأة العملاء الأوفياء بحوافز وتخفيضات حصرية.

  • توزيع الهدايا المجانية التي تحمل شعار براند مثل القمصان، أكواب القهوة والملصقات.

  • الشراكة مع المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي (انفلونسرز).

  • دعم المشاريع الخيرية والتبرع لجمعيات المجتمع المدني.

الخلاصة :

العلامة التجارية الناجحة هي السر وراء ولاء العملاء وثقة المستثمرين، مما يتيح التفوق على المنافسين بأقل تكلفة.

تذكر أنك لست الفاعل الوحيد في السوق لذلك من الوارد تخلي الزبناء عن منتجاتك فور حصولهم على جودة أفضل بسعر أقل. تذكر أن طوق النجاة الوحيد وقت الأزمات هو ثقة العملاء، لذلك يجب الحرص على بناء براند موثوقة وذات سمعة طيبة. الآن الدور لسماع آرائكم حول المقال، كما أنني مستعد للإجابة على تساؤلاتكم في قسم التعليقات.

هل تحتاج المساعدة ؟ لا تتردد بالتواصل مع الكُجة، فهي أسست إلى الآن أكثر من ٧٠٠ شركة ناشئة ناجحة في سوق الأعمال الألماني.

bottom of page